التوائم المتطابقة... كيف يفكرون ويتصرفون؟
الإحساس عن بعد لاسلكي إلهي يربط بينهم
ما أجمل الحياة عندما يرزق الله الزوجين توأمين متطابقين، ذكرين أم انثيين، فليس مهما جنسهما بقدر ما يهم الاهل كيف سينعم ذلك التوأم بالشبه الشكلي والروحي والارتباط العاطفي بل السلوكي.
فكم هما جميلان عندما يعزف احدهما سيمفونية من الضحكات فيستقبلها الآخر عبر رسائل حسية، حتى ان كان على بعد، فيبادل اخاه الضحك، وكم هو مؤثر عندما يبكي احدهما ثم يبكي الآخر تباعا للسبب نفسه، وكم منا عندما يحب شخصا ما لدرجة العشق يقول له 'أنت توأم روحي'.
وكم من ام حلمت بإنجاب توأم، وتمنت اختصار الوقت والجهد في الانجاب، ليتحد ولداها ايضا ويرتبطا بالفطرة الإلهية في المشاعر والميول والهوايات والرغبات، والحب ايضا.
هذا هو حال التوأم.. باختصار تشابه يتعدى الشكل ليصل الى المضمون في الذوق والميول والمشاعر، والاحساس عن بعد (لاسلكي إلهي) من دون تدخل تربوي أو نفسي.
بين التوائم علاقة جميلة يكشف عنها تحقيقنا، لكنها في الوقت نفسه لا تخلو من السلبيات التي نتمنى ان تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الاهل الذين حظوا بتلك النعمة، ليتجنبها التوائم حتى لا تشوب تلك العلاقة الحميمة اي شائبة.
كيف يشعر التوائم تجاه بعضهم البعض؟ وما ايجابيات علاقتهما وسلبياتها؟ وما رأي الطب وعلم النفس في مثل هذه الحالات؟ المزيد عن تلك العلاقة بين السطور فتابعونا.
كثيرة هي الأفلام والمسلسلات التي اعتمدت فكرتها على التوائم المتطابقة او السيامية، وكنت أشك في صدق أغلبها، خاصة إذا وصلت إلى الحد الذي لا يمكن التفريق فيه نهائيا بين التوأمين.. حتى أخبرتني ابنتي في الصف الثالث الابتدائي انها لا تستطيع ان تفرق بين زميلتين لها هما توأمتان في فصلهما الدراسي، وكانت تأتيني كل يوم بقصة شكل، مما اثار فضولي، وقررت ان ابحث عن توائم متشابهة إلى درجة يصعب على الناس معها التمييز بينهما.. خصوصا المعلمات أو المدرسين الذين يصعب عليهم عموما التفريق بين التوائم الذين غالبا ما يتواجدون في الفصل الدراسي ذاته.
فعلى الرغم من وضعهم للتوأمين احيانا أحدهما يمينا والأخر يسارا، لكن يبقى المعلم او المعلمة في حيرة من أمرهما، فعند سؤال أحدهما فهو اما يتعامل مع التوائم بالاشارة او يذكر له اسمه واسم توأمه او يتلافى، كما اخبرني احدهم، انه يتلافى سؤال التوائم منعا للاحراج.
والتوائم المتشابهة او المتطابقة موجودة كثيرا في الكويت، وربما لا تخلو مدرسة من وجودهما.
والفئة التي اخترناها عشوائيا لا تعني ان جميع التوائم يعيشون الحالة نفسها.. وانما يعبرون عن حالاتهم الخاصة.
يقرأ أفكار أخيه
هادي وفادي ابنا عمار البني (الملحن والموزع الموسيقي) ولدا متشابهين تماما وظلا كذلك في مرحلة الطفولة، لكنهما اليوم في الصف التاسع وقد بدأ يظهر عليهما الاختلاف في الشكل قليلا، كما أقر ذلك علم النفس، حيث ان التوائم المتطابقة تبدأ في الاختلاف عند سن البلوغ او في سن الرابعة عشرة.
لم يكن الناس يستطيعون التفريق بين هذين التوأمين، فكانوا ينادون أحدهما باسم الآخر. وعندما كبرا قليلا قرر والداهما ان يضعاهما في مدرسة أميركية لأن التعامل مع التوائم افضل فيها فلا يضيع 'زيد مع عبيد' كما يحصل في مدارسنا العربية.
تقول الأم الاستاذة رانيا:
لم أواجه أي مشكلة مع الأجانب الذين لم يخطئوا أبدا في التمييز بينهما، حيث كان يوضع 'تكت' على زيهما المدرسي برسومات جميلة للتفريق بينهما، وهذا لا يحدث بالطبع في مدارسنا العربية.. فمن ضمن مشاكل التوائم عدم تفريق المدرسين بينهما في الفصل، فينادون هادي فادي، والعكس صحيح.
وحتى ندخل في التفاصيل الأكثر عمقا لمعرفة ايجابيات وسلبيات التوائم سألنا للأم فبدأت بالسلبيات قائلة:
ان علاقتهما الاجتماعية مختصرة جدا ولا يشعران انهما بحاجة الى الاصدقاء لعدم تمكنهما من ترك بعضهما أبدا. حتى محاولتنا فصلهما بعضهما عن بعض في الفصل الدراسي باءت بالفشل لرفضهما ذلك رفضا قاطعا، وكنا نهدف بذلك الى تقوية علاقاتهما الاجتماعية.
كلاهما مثاليان بشكل زائد فلا وسط في آرائهما، فالأمر لديهما إما أبيض أو أسود.
يتستران على بعض كثيرا، فعندما يخطىء أحدهما ونسألهما عن الفاعل يجيب الاثنان سويا 'أنا'.
إذا شارك أحدهما في الفصل سكت الآخر تماما، معتبرا نفسه أنه يشارك أيضا ويترك لأخيه فرصة البروز.
إذا اختلف أحدهما في البيت مع أخته الوحيدة اختلف الآخر معها، ويتخذان الموقف نفسه، وهذا الأمر يحدث مع أي شخص آخر.
أحدهما يفكر والآخر يقود.. ففادي متكلم وقيادي وهادي يفكر.
من سلبيات التوائم التي لاحظتها العصبية الزائدة، فعندما غضب أحدهما من الآخر يقوم الثاني بتكسير الأشياء والألعاب التي يحبها، وكأنه يعاقب نفسه على زعل أخيه منه، فيحرم نفسه من شيء يحبه.
شعرنا مرة بأن التوأم قد يكره أن يكون شبيها بالاخر، فسألنا كلا منهما على انفراد 'تخيل لو لم يكن أخوك موجودا'.. فكانت إجابة الاثنين معا 'أموت'.
كثير من زملاء التوأم في المدرسة بالذات يحاولون إيقاع الفتنة بينهما، فيقولون لأحدهما مثلا 'أنا أحبك أكثر من أخيك'، أو يلعبون مع أحدهما ويتركون الآخر، وهذا يؤثر كثيرا في نفسية التوأم.
هما عنيدان، وليس لديهما صبر وعلى عجالة من أمرهما دائما.
إذا مرض أحدهما مرض الآخر تباعا ولا يشفى إلا بشفاء أخيه.
يستوقفان الزمن ليكملا حديثهما حول خلاف ما، إلى درجة انهما لا يشعران بالآخرين من حولهما، وفي أي مكان كان.
الاثنان يختلفان في القدرات، فأحدهما لديه قدرات بصرية والثاني سمعية، ولهذا عند تدريسي لهما يحصد أحدهما ثلاث درجات أعلى من الآخر.. ولاحظت ذلك أخيرا حيث انني أركز على من لديه ملكة السمع فيستجيب أكثر من أخيه.
لو منح الاهتمام لأحدهما من دون الآخر ولو بنظرة يشعر الآخر بالظلم.
يكملان بعضهما البعض ومتعلقان جدا عاطفيا، إلى درجة انه حين اعتدى بعض الزملاء مرة على أحدهما في مكان بعيد من الفصل شعر الآخر وهو في فصله بذلك، وقام مهرولا إلى المكان ذاته، فوجد أخاه كما تخيله تماما، وقام بالدفاع عنه بجلد.
خلافهما لا يمتد سوى لدقائق معدودة، ولم أشعر بالغيرة بينهما نهائيا لأننا لا نميز بينهما في المعاملة.
يستطيعان قراءة أفكار بعضهما البعض إلى درجة ان أحدهما أجاب مرة عن سؤال طرح على أخيه بعقله وهو صامت.. فأجاب أخوه الذي قرأ أفكار توأمه... وهذا الأمر نرفضه تماما حتى لا يعتمد كلاهما على الآخر في مجال الدراسة، لكننا استثمرناه في تنمية احساسهما بعضهما ببعض عن بعد للدفاع في حالة تعرض أحدهما لاعتداء.
من الغريب أيضا ان من يحصد الدرجة النهائية في الامتحان يخفي ورقته عنا حتى لا يغضب منه أخوه التوأم الذي نقص عنه في الدرجة.
أما عن أكثر المواقف التي لن تنساها عن توأمها، فتقول:
في طفولتهما قمت مرة بتحميم أحدهما مرتين، ولم أكتشف خطئي الا عندما خرجت ووجدت الثاني بين ذراعي والده، لم يلبس ولم يستحم بعد فقمت بتلك المهمة من جديد.
انكسرت يد فادي مرة وأخذناه إلى المستشفى لتجبيسها. وعند عودتنا إلى البيت سمعنا هادي يصرخ ألما من يده، ولم يهدأ إلا عندما قام بلفها، وبقت كذلك حتى فك أخوه الجبس.
التوأمتان العاشقتان
عندما نحب نخلص.. وعندما نعشق نضحي ونحب الآخر أكثر من حبنا لأنفسنا، كيف هي إذن تلك العلاقة بين التوائم؟
لين وليان توأمتان تهيمان حبا وارتباطا إحداهما بالأخرى.. شعرت بمقولة 'انت توأم روحي' عندما عرفت جمالية علاقتهما ومدى ترابطهما.. ماذا تقول الام عن تلك العلاقة؟ اننا سنتزايد ولن نكرر.
تحبان بعضهما إلى درجة العشق.. فإذا ما استيقظت احداهما قبل الاخرى، هرولت اليها مسرعة لتقبلها حتى تستيقظ الاخرى فتبادلها القبلات والاحضان، هذا في اول نهارهما.
لا تقبل احداهما ان يذكر امامها اسمها دون اختها، وبالاخص عند الخروج او لشراء شيء ما.. فلا تخرج واحدة من دون توأمتها مطلقا، واذا خرجت احداهما لشراء شيء ما من البقالة اشترت لاختها قبلها.
تحب كل منهما الأخرى اكثر من حبهما لانفسهما، لا تأكلان ولا تشربان ولا تلعبان إلا سويا.
لديهما الذوق نفسه في اختيار الملابس والالوان، ولا تقبلان مطلقا سوى شراء الملابس نفسها.
مرتبطتان من الناحية العاطفية جدا، فما تشعر به لين تشعر به ليان، واذا مرضت هذه مرضت الاخرى تباعا، ويكون شفاؤها مرتبطا بتوأمتها.
تخافان من الاشياء ذاتها، 'كالمظلة' مثلا، وتسعدهما الاشياء ذاتها ايضا.
مكملتان إحداهما للأخرى، حيث ان احداهما تكتب 'باليمين' والاخرى 'باليسار'.
أطيل شعر احداهما عن الاخرى للتمييز بينهما فصاحبة الشعرالاطول ليان.. والاقصر لين التي هي اصغر بدقائق.
يتبع غدا
رأي الطب: التوائم المتشابه طبيا
قالت الدكتورة منال زهدي استشارية النساء والولادة عن كيفية حدوث التوائم: هناك نوعان من التوائم، الاول التوائم المتطابقة 'او السيامية) والنوع الثاني التوائم غير المتطابقة.
ففي الاول تنقسم بويضة مخصبة من حيوان منوي واحد مما لا يجعل وجود اختلاف بينهما وفي هذه الحالة تكون التوائم متشابهة تماما من حيث الجنس (ذكر او انثى) والصفات وكذلك الامراض الوراثية. في حين ان التوائم غير المتطابقة تكون ناتجة عن بويضتين مختلفتين مخصبتين لحيوانين منويين مختلفين عن بعضهما، وفي هذه الحالة قد يحدث اختلاف في نوع الجنس، كانجاب ذكر وانثى معا، اضافة الى اختلاف في بعض الملامح الظاهرية او الشكل.
الإحساس عن بعد لاسلكي إلهي يربط بينهم
ما أجمل الحياة عندما يرزق الله الزوجين توأمين متطابقين، ذكرين أم انثيين، فليس مهما جنسهما بقدر ما يهم الاهل كيف سينعم ذلك التوأم بالشبه الشكلي والروحي والارتباط العاطفي بل السلوكي.
فكم هما جميلان عندما يعزف احدهما سيمفونية من الضحكات فيستقبلها الآخر عبر رسائل حسية، حتى ان كان على بعد، فيبادل اخاه الضحك، وكم هو مؤثر عندما يبكي احدهما ثم يبكي الآخر تباعا للسبب نفسه، وكم منا عندما يحب شخصا ما لدرجة العشق يقول له 'أنت توأم روحي'.
وكم من ام حلمت بإنجاب توأم، وتمنت اختصار الوقت والجهد في الانجاب، ليتحد ولداها ايضا ويرتبطا بالفطرة الإلهية في المشاعر والميول والهوايات والرغبات، والحب ايضا.
هذا هو حال التوأم.. باختصار تشابه يتعدى الشكل ليصل الى المضمون في الذوق والميول والمشاعر، والاحساس عن بعد (لاسلكي إلهي) من دون تدخل تربوي أو نفسي.
بين التوائم علاقة جميلة يكشف عنها تحقيقنا، لكنها في الوقت نفسه لا تخلو من السلبيات التي نتمنى ان تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الاهل الذين حظوا بتلك النعمة، ليتجنبها التوائم حتى لا تشوب تلك العلاقة الحميمة اي شائبة.
كيف يشعر التوائم تجاه بعضهم البعض؟ وما ايجابيات علاقتهما وسلبياتها؟ وما رأي الطب وعلم النفس في مثل هذه الحالات؟ المزيد عن تلك العلاقة بين السطور فتابعونا.
كثيرة هي الأفلام والمسلسلات التي اعتمدت فكرتها على التوائم المتطابقة او السيامية، وكنت أشك في صدق أغلبها، خاصة إذا وصلت إلى الحد الذي لا يمكن التفريق فيه نهائيا بين التوأمين.. حتى أخبرتني ابنتي في الصف الثالث الابتدائي انها لا تستطيع ان تفرق بين زميلتين لها هما توأمتان في فصلهما الدراسي، وكانت تأتيني كل يوم بقصة شكل، مما اثار فضولي، وقررت ان ابحث عن توائم متشابهة إلى درجة يصعب على الناس معها التمييز بينهما.. خصوصا المعلمات أو المدرسين الذين يصعب عليهم عموما التفريق بين التوائم الذين غالبا ما يتواجدون في الفصل الدراسي ذاته.
فعلى الرغم من وضعهم للتوأمين احيانا أحدهما يمينا والأخر يسارا، لكن يبقى المعلم او المعلمة في حيرة من أمرهما، فعند سؤال أحدهما فهو اما يتعامل مع التوائم بالاشارة او يذكر له اسمه واسم توأمه او يتلافى، كما اخبرني احدهم، انه يتلافى سؤال التوائم منعا للاحراج.
والتوائم المتشابهة او المتطابقة موجودة كثيرا في الكويت، وربما لا تخلو مدرسة من وجودهما.
والفئة التي اخترناها عشوائيا لا تعني ان جميع التوائم يعيشون الحالة نفسها.. وانما يعبرون عن حالاتهم الخاصة.
يقرأ أفكار أخيه
هادي وفادي ابنا عمار البني (الملحن والموزع الموسيقي) ولدا متشابهين تماما وظلا كذلك في مرحلة الطفولة، لكنهما اليوم في الصف التاسع وقد بدأ يظهر عليهما الاختلاف في الشكل قليلا، كما أقر ذلك علم النفس، حيث ان التوائم المتطابقة تبدأ في الاختلاف عند سن البلوغ او في سن الرابعة عشرة.
لم يكن الناس يستطيعون التفريق بين هذين التوأمين، فكانوا ينادون أحدهما باسم الآخر. وعندما كبرا قليلا قرر والداهما ان يضعاهما في مدرسة أميركية لأن التعامل مع التوائم افضل فيها فلا يضيع 'زيد مع عبيد' كما يحصل في مدارسنا العربية.
تقول الأم الاستاذة رانيا:
لم أواجه أي مشكلة مع الأجانب الذين لم يخطئوا أبدا في التمييز بينهما، حيث كان يوضع 'تكت' على زيهما المدرسي برسومات جميلة للتفريق بينهما، وهذا لا يحدث بالطبع في مدارسنا العربية.. فمن ضمن مشاكل التوائم عدم تفريق المدرسين بينهما في الفصل، فينادون هادي فادي، والعكس صحيح.
وحتى ندخل في التفاصيل الأكثر عمقا لمعرفة ايجابيات وسلبيات التوائم سألنا للأم فبدأت بالسلبيات قائلة:
ان علاقتهما الاجتماعية مختصرة جدا ولا يشعران انهما بحاجة الى الاصدقاء لعدم تمكنهما من ترك بعضهما أبدا. حتى محاولتنا فصلهما بعضهما عن بعض في الفصل الدراسي باءت بالفشل لرفضهما ذلك رفضا قاطعا، وكنا نهدف بذلك الى تقوية علاقاتهما الاجتماعية.
كلاهما مثاليان بشكل زائد فلا وسط في آرائهما، فالأمر لديهما إما أبيض أو أسود.
يتستران على بعض كثيرا، فعندما يخطىء أحدهما ونسألهما عن الفاعل يجيب الاثنان سويا 'أنا'.
إذا شارك أحدهما في الفصل سكت الآخر تماما، معتبرا نفسه أنه يشارك أيضا ويترك لأخيه فرصة البروز.
إذا اختلف أحدهما في البيت مع أخته الوحيدة اختلف الآخر معها، ويتخذان الموقف نفسه، وهذا الأمر يحدث مع أي شخص آخر.
أحدهما يفكر والآخر يقود.. ففادي متكلم وقيادي وهادي يفكر.
من سلبيات التوائم التي لاحظتها العصبية الزائدة، فعندما غضب أحدهما من الآخر يقوم الثاني بتكسير الأشياء والألعاب التي يحبها، وكأنه يعاقب نفسه على زعل أخيه منه، فيحرم نفسه من شيء يحبه.
شعرنا مرة بأن التوأم قد يكره أن يكون شبيها بالاخر، فسألنا كلا منهما على انفراد 'تخيل لو لم يكن أخوك موجودا'.. فكانت إجابة الاثنين معا 'أموت'.
كثير من زملاء التوأم في المدرسة بالذات يحاولون إيقاع الفتنة بينهما، فيقولون لأحدهما مثلا 'أنا أحبك أكثر من أخيك'، أو يلعبون مع أحدهما ويتركون الآخر، وهذا يؤثر كثيرا في نفسية التوأم.
هما عنيدان، وليس لديهما صبر وعلى عجالة من أمرهما دائما.
إذا مرض أحدهما مرض الآخر تباعا ولا يشفى إلا بشفاء أخيه.
يستوقفان الزمن ليكملا حديثهما حول خلاف ما، إلى درجة انهما لا يشعران بالآخرين من حولهما، وفي أي مكان كان.
الاثنان يختلفان في القدرات، فأحدهما لديه قدرات بصرية والثاني سمعية، ولهذا عند تدريسي لهما يحصد أحدهما ثلاث درجات أعلى من الآخر.. ولاحظت ذلك أخيرا حيث انني أركز على من لديه ملكة السمع فيستجيب أكثر من أخيه.
لو منح الاهتمام لأحدهما من دون الآخر ولو بنظرة يشعر الآخر بالظلم.
يكملان بعضهما البعض ومتعلقان جدا عاطفيا، إلى درجة انه حين اعتدى بعض الزملاء مرة على أحدهما في مكان بعيد من الفصل شعر الآخر وهو في فصله بذلك، وقام مهرولا إلى المكان ذاته، فوجد أخاه كما تخيله تماما، وقام بالدفاع عنه بجلد.
خلافهما لا يمتد سوى لدقائق معدودة، ولم أشعر بالغيرة بينهما نهائيا لأننا لا نميز بينهما في المعاملة.
يستطيعان قراءة أفكار بعضهما البعض إلى درجة ان أحدهما أجاب مرة عن سؤال طرح على أخيه بعقله وهو صامت.. فأجاب أخوه الذي قرأ أفكار توأمه... وهذا الأمر نرفضه تماما حتى لا يعتمد كلاهما على الآخر في مجال الدراسة، لكننا استثمرناه في تنمية احساسهما بعضهما ببعض عن بعد للدفاع في حالة تعرض أحدهما لاعتداء.
من الغريب أيضا ان من يحصد الدرجة النهائية في الامتحان يخفي ورقته عنا حتى لا يغضب منه أخوه التوأم الذي نقص عنه في الدرجة.
أما عن أكثر المواقف التي لن تنساها عن توأمها، فتقول:
في طفولتهما قمت مرة بتحميم أحدهما مرتين، ولم أكتشف خطئي الا عندما خرجت ووجدت الثاني بين ذراعي والده، لم يلبس ولم يستحم بعد فقمت بتلك المهمة من جديد.
انكسرت يد فادي مرة وأخذناه إلى المستشفى لتجبيسها. وعند عودتنا إلى البيت سمعنا هادي يصرخ ألما من يده، ولم يهدأ إلا عندما قام بلفها، وبقت كذلك حتى فك أخوه الجبس.
التوأمتان العاشقتان
عندما نحب نخلص.. وعندما نعشق نضحي ونحب الآخر أكثر من حبنا لأنفسنا، كيف هي إذن تلك العلاقة بين التوائم؟
لين وليان توأمتان تهيمان حبا وارتباطا إحداهما بالأخرى.. شعرت بمقولة 'انت توأم روحي' عندما عرفت جمالية علاقتهما ومدى ترابطهما.. ماذا تقول الام عن تلك العلاقة؟ اننا سنتزايد ولن نكرر.
تحبان بعضهما إلى درجة العشق.. فإذا ما استيقظت احداهما قبل الاخرى، هرولت اليها مسرعة لتقبلها حتى تستيقظ الاخرى فتبادلها القبلات والاحضان، هذا في اول نهارهما.
لا تقبل احداهما ان يذكر امامها اسمها دون اختها، وبالاخص عند الخروج او لشراء شيء ما.. فلا تخرج واحدة من دون توأمتها مطلقا، واذا خرجت احداهما لشراء شيء ما من البقالة اشترت لاختها قبلها.
تحب كل منهما الأخرى اكثر من حبهما لانفسهما، لا تأكلان ولا تشربان ولا تلعبان إلا سويا.
لديهما الذوق نفسه في اختيار الملابس والالوان، ولا تقبلان مطلقا سوى شراء الملابس نفسها.
مرتبطتان من الناحية العاطفية جدا، فما تشعر به لين تشعر به ليان، واذا مرضت هذه مرضت الاخرى تباعا، ويكون شفاؤها مرتبطا بتوأمتها.
تخافان من الاشياء ذاتها، 'كالمظلة' مثلا، وتسعدهما الاشياء ذاتها ايضا.
مكملتان إحداهما للأخرى، حيث ان احداهما تكتب 'باليمين' والاخرى 'باليسار'.
أطيل شعر احداهما عن الاخرى للتمييز بينهما فصاحبة الشعرالاطول ليان.. والاقصر لين التي هي اصغر بدقائق.
يتبع غدا
رأي الطب: التوائم المتشابه طبيا
قالت الدكتورة منال زهدي استشارية النساء والولادة عن كيفية حدوث التوائم: هناك نوعان من التوائم، الاول التوائم المتطابقة 'او السيامية) والنوع الثاني التوائم غير المتطابقة.
ففي الاول تنقسم بويضة مخصبة من حيوان منوي واحد مما لا يجعل وجود اختلاف بينهما وفي هذه الحالة تكون التوائم متشابهة تماما من حيث الجنس (ذكر او انثى) والصفات وكذلك الامراض الوراثية. في حين ان التوائم غير المتطابقة تكون ناتجة عن بويضتين مختلفتين مخصبتين لحيوانين منويين مختلفين عن بعضهما، وفي هذه الحالة قد يحدث اختلاف في نوع الجنس، كانجاب ذكر وانثى معا، اضافة الى اختلاف في بعض الملامح الظاهرية او الشكل.
الثلاثاء يوليو 12, 2011 8:30 am من طرف sweet girl
» أجمل فتاه في المنتدى
الأحد يوليو 10, 2011 10:07 am من طرف sweet girl
» هلاااااااااااااااااااااااااا
الأحد يوليو 10, 2011 10:04 am من طرف sweet girl
» ابي اكون مشرفه ........
الأحد يوليو 10, 2011 9:59 am من طرف sweet girl
» صورة في حقيبة الذكريات
الأحد يوليو 10, 2011 6:39 am من طرف sweet girl
» المـــوت حـــبــاً
الأحد يوليو 10, 2011 6:29 am من طرف sweet girl
» قلـــــــــــــ ب مجروح
الأحد يوليو 10, 2011 6:23 am من طرف sweet girl
» فوائد الوضوء قبل النوم
الأحد يوليو 10, 2011 6:20 am من طرف sweet girl
» خمسة أفكار لنزهة ممتعة لا تؤثر على ظروفك المادية بعد الزواج
الأحد يوليو 10, 2011 6:17 am من طرف sweet girl